قصر الحصن: معلومات وحقائق تاريخية

في هذا المقال،^[١] سنتناول الحديث عن قصر الحصن،^[٢][٣] الذي يعتبر من أهم المعالم التاريخية الموجود في إمارة أبو ظبي،^[٤][٥] ودولة الإمارات العربية المتحدة:^[٦][٧]

نبذة عن قصر الحصن

قصر الحصن (بالإنجليزية: Qasr Al Hosn) هو أقدم وأعرق بناءٍ تاريخي في مدينة أبو ظبي؛ حيث يعود تاريخ بنائه إلى أواخر القرن الثامن عشر، حيث بُني في تلك الفترة كبرج مراقبة، وفي فترة حكم الشيخ شخبوط بن ذياب آل نهيان، عندما تمّ نقل مركز الحكم من ليوا إلى جزيرة أبو ظبي، تحول البرج إلى حصن، واتخذه الشيخ شخبوط مقرًا لإقامته مع أسرته، ولتسيير شؤون الحكم، ولاحقًا، تحول قصر الحصن بسبب أهميته التاريخية إلى متحف، يعرض في أقسامه العديد من المقتنيات والمعروضات التي تعرف الزوار على تاريخ إمارة أبو ظبي، وبالنسبة لموقع قصر الحصن، فهو يقع في وسط مدينة أبو ظبي، في موقع قريب من المجمع الثقافي، بين شارع النصر، وشارع الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وشارع الشيخ زايد الأول.

تاريخ قصر الحصن

في النقاط التالية، استعراض لأهم المحطات التاريخية المتعلقة ببناء قصر الحصن والدور الذي لعبه، منذ تشييده وحتى العصر الحديث:

• الفترة بين الأعوام 1761-1795: كان شيخ قبيلة بني ياس، الشيخ ذياب بن عيسى، مستقرًا في واحات ليوا في تلك الفترة، وقد أمر من مقره ببناء برج مراقبة في جزيرة أبو ظبي، وذلك لغايات مراقبة الطرق الساحلية الخاصة بالجزيرة، وإدارة شؤونها، كما بني ذلك البرج أيضًا لأغراض الدفاع عن المنطقة، واستخدم في بنائه مواد طبيعية محلية، تشمل المرجان والأحجار البحرية، وتمت مراعاة أن يكون تصميمه مناسبًا لمواجهة الطقس السائدة في المنطقة.
• الفترة بين العام 1795 وحتى خمسينيات القرن التاسع عشر: خلال فترة حكم الشيخ شخبوط بن ذياب (1793-1816)، تحول البرج إلى حصن، وكان ذلك في العام 1795، عندما وجه الشيخ شخبوط بتوسعة البرج، وإحاطتهِ بجدران من الخارج، وبالإضافة إلى إجراء بعض التعديلات الأخرى عليه، ليتم اتخاذه مقرًا لإقامة أسرة آل نهيان الحاكمة، ومقرًا للحكم، ومقرًا للحرس، وكان ذلك بعد انتقال مركز الحكم من ليوا إلى جزيرة أبو ظبي.
• الفترة بين الأعوام 1855-1909: خلال هذه الفترة، حكم الشيخ زايد الأول (الشيخ زايد بن خليفة بن شخبوط بن ذياب بن عيسى آل نهيان) أبو ظبي، وتعتبر فترة حكمه الأطول في تاريخها، وشهد العام 1855 "بداية تشكل المجتمع" في أبو ظبي؛ حيث عمل الشيخ زايد الأول على توحيد القبائل، كما شهدت الإمارة نهضة كبيرة، وقف وراءها إصرار الشيخ زايد الأول على بناء اقتصاد متطور، وتأسيس علاقات دبلوماسية خارجية، وخلال ذلك، كان قصر الحصن شاهدًا على هذا الازدهار، بسبب وقوعه في قلب أبو ظبي، وتجدر الإشارة إلى أنّ صيد الأسماك ظل محافظًا على دوره الداعم للاقتصاد في المدينة في تلك الفترة، وقد نتج عن التقدم الذي شهدته أبو ظبي امتلاكها لما يزيد عن 400 قارب مخصص للبحث عن اللؤلؤ في نهاية القرن التاسع عشر.
• الفترة بين الأعوام 1928-1966: شهد قصر الحصن توسعة بعد توقيع الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان في العام 1939 على امتياز نفطيٍ مع شركة بريطانية، وقد كان هذا الامتياز الأول في البلاد، وقد قام الشيخ شخبوط بن سلطان ببناء قصر احتوى على الجدران التأسيسية للحصن، وتوسعة مساحة المكان لتصل إلى ثلاثة أضعاف، وقد اعتبر قصر الحصن رمزًا لتطور وتنامي مدينة أبو ظبي واقتصادها في تلك الفترة.
• الفترة بين ثمانينيات القرن 20 إلى يومنا: أولى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قصر الحصن اهتمامًا كبيرًا، وأمر بترميمهِ وإجراء التحديثات عليه ليكون من المواقع ذات الأهمية التاريخية في أبو ظبي، وفي العام 2007، باشرت دائرة الثقافة والسياحة أعمال توسعة لقصر الحصن، وفي العام 2018، تمّ تحويله إلى متحف وطني يحتوي على مقتنيات أثرية تتعلق بتاريخ أبو ظبي، ومنها قطعة أثرية تعتبر الأقدم في القصر، ويعود تاريخها إلى 3000 عام، بالإضافة إلى معروضات تمثل مقتنيات من فترة حكم الشيخ زايد الأول، ومقتنيات أخرى خاصة ببعض الأفراد من عائلة آل نهيان الحاكمة.

مميزات بناء قصر الحصن

من المميزات المتعلقة ببناء قصر الحصن في أبو ظبي ما يلي:

• استخدمت الأحجار البحرية والمرجانية لبناء قصر الحصن في أبو ظبي، أما جدارنه، فقد تمّ طلاؤها بمزيج من الأصداف البحرية المطحونة، والرمال، والكلس.
• ولضمان أن يكون بناء الحصن متينًا وقادرًا على التحمل، فقد استخدمت أخشاب أشجار القرم المعروفة بقوتها وصلابتها لبناء السقوف، كما استخدمت أيضًا في أرضيات الحصن.
• يحتوي الحصن أيضًا على "البراجيل"، وهي أبراج هوائية كانت تشيد فوق المباني ليمر من خلالها الهواء إلى الداخل، وهي أقرب ما يكون إلى أنظمة تكييف هواء قديمة.
• علاوة على ذلك، يحتوي قصر الحصن على بنائين اثنين، وهما الحصن الداخلي، والقصر الخارجي، وبالنسبة للحصن الداخلي، فإن تاريخ بنائه يرجع إلى قرابة العام 1795، أما القصر الخارجي، فقد تمّ تشييده في الفترة الممتدة بين الأعوام 1939-1945م.

معلومات أخرى عن قصر الحصن

نذكر منها:

• بالنسبة لبرج المراقبة الموجود في قصر الحصن؛ فهو أول مبنى دائم يتم تشييده في مدينة أبو ظبي.
• تبرز أهمية قصر الحصن في كونه رمزًا وشاهدًا على ازدهار مدينة أبو ظبي، التي شهدت نقلة نوعية من منطقة تعتمد على صناعة اللؤلؤ وصيد الأسماك، لتصبح اليوم من المدن المتطورة في العالم.
• من الأدوار المهمة الأخرى التي لعبها قصر الحصن في أبو ظبي كونه مجلسًا استشاريًا ومكانًا لعقد اللقاءات الحكومية.
• كان يُطلق على الحصن لقب "القلعة البيضاء"، وذلك بسبب لون الجص الذي يغطيه، والمصنوع من الرمل، وأصداف البحر، والحجر الجيري.
• عندما شهدت صناعة اللؤلؤ ازدهارًا في منطقة الخليج العربي في القرن 19، لعب قصر الحصن دورًا محوريًا في تأمين التجارة البحرية، وتمت توسعته في تلك الفترة، وتزويده بمدافع.
• يتميز موقع قصر الحصن اليوم بهدوئه، وبعده عن ضجيج المدينة، وهو مفتوح أمام الزوار، الذي يمكنهم من خلاله التعرف أكثر على التاريخ العريق لإمارة أبو ظبي.
• قصر الحصن اليوم جزء من منطقة الحصن الثقافية في أبو ظبي، والتي تضم إلى جانبهِ كلاً من المجلس الاستشاري الوطني، والمجمع الثقافي، وبيت الحرفيين.^[٨]
• دائرة الثقافة والسياحة في أبو ظبي هي الجهة المسؤولة عن إدارة قصر الحصن.
• يعقد مهرجان سنوي في قصر الحصن تحت مسمى "مهرجان قصر الحصن" للاحتفاء بالثقافة الإماراتية، وتجري خلاله عروض ثقافية متنوعة، تمثل عادات وتقاليد المجتمع الإماراتي.^[٩][١٠]

معالم تاريخية أخرى في الإمارات

نذكر منها:

• حي الفهيدي التاريخي.
• قلعة الجاهلي في العين.
• منطقة بدع بنت سعود.