يوجَد على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة أماكن ومعالم عريقة، مرتبطة بتاريخ وثقافة البلاد ومنطقة الخليج العربي ككل،[١] ومن هذه المناطق الجزيرة الحمراء في رأس الخيمة،[٢][٣] والتي سنتناول الحديث عنها في العناوين التالية في هذا المقال:[٤][٥]



نبذة عن الجزيرة الحمراء في رأس الخيمة

تُعد الجزيرة الحمراء (بالإنجليزية: Al Jazirah Al Hamra) واحدةً أشهر قرى الصيد القديمة، التي ما زالت قائمةً إلى اليوم في منطقة الخليج العربي،[٦] والجزيرة الحمراء هي قرية صيدٍ صغيرة، تقع تحديدًا في جنوب إمارة رأس الخيمة، وهي آخر مراكز صيد اللؤلؤ في منطقة الخليج العربي؛ حيث كانت السفن تنطلق منها لاستخراج اللؤلؤ، كما كانت مركزًا للعديد من أنشطة الملاحة البحرية، غير أنّ الجزيرة الحمراء تعتبر من الأماكن المهجورة اليوم، وذلك بعدما رحل عنها سكانها في ستينيات القرن العشرين، تزامنًا مع اكتشاف النفط، وعلى الرغم من ذلك، تحظى الجزيرة الحمراء في رأس الخيمة بأهمية كبيرة في دولة الإمارات والمنطقة بسبب هويتها الثقافية والتاريخية، ويقوم بزيارتها السكان المحليون والسياح على حدٍ سواء، لمشاهدة ما تبقى من معالمها، ولقضاء الأوقات في المرافق الترفيهية المشيدة فيها، وعلى شواطئها الممتدة على طول 64 كيلومترًا.[٧][٨]


لمحة عن تاريخ الجزيرة الحمراء في رأس الخيمة

في النقاط التالية،[٩] استعراضٌ لبعض المعلومات عن تاريخ الجزيرة الحمراء في رأس الخيمة:[١٠][٨]

  • تجدر الإشارة إلى أنّ هناك اختلافًا بخصوص أصل تسمية الجزيرة؛ فهناك من يقول إنها اكتسبت اسمها هذا بسبب لون علم قبيلة "الزعاب" التي سكنتها، والذي يتميز بلونه الأحمر، في حين أنّ هناك من يقول إنها سميت بالجزيرة الحمراء بسبب رمالها، والتي تميل إلى اللون الأحمر، كما أنّ الشعاب المرجانية حمراء اللون تنتشر على شواطئها.
  • تُسمى الجزيرة الحمراء أيضًا بجزيرة الزعاب، نسبة إلى القبيلة التي سكنتها.
  • وبالنسبة لتاريخ تأسيس الجزيرة، فهو يعود إلى أكثر من 200 عام، وقد استقرت فيها قبيلة الزعاب، وهي إحدى القبائل العربية، وذلك خلال الفترة الممتدة من القرن 17 إلى القرن 18، وكانت هذه القبيلة تمارس الغوص بحثًا عن اللؤلؤ، بالإضافة إلى أنشطة الملاحة البحرية.
  • كانت الجزيرة الحمراء جزيرة مدّية (يحيط بها الماء أثناء المد، وتتصل بالأرض أثناء الجزر)، وبحلول العام 1830، وصل عدد سكانها إلى 200 نسمة، وكان أغلبهم يعملون في صيد اللؤلؤ.
  • وبحلول العام 1831، حولت قبيلة الزعاب الجزيرة الحمراء إلى مركز ذائع الصيت لتجارة اللؤلؤ، وبفضل ذلك، نما عدد قاطني الجزيرة إلى 4000 نسمة، وامتلكوا العديد من السفن، التي استخدموها في الأنشطة التجارية، ولجمع اللآلئ.
  • بفضل المميزات العديدة التي اتسمت بها الجزيرة آنذاك، فقد تبوأت مكانةً مميزة باعتبارها أحد مراكز صيد اللؤلؤ، وتمّ تقسيم الجزيرة إلى جزئين، يشملان كلاً من الجزء الشمالي، الذي أطلق عليه "أم عويمر"، والجزء الجنوبي، الذي أطلق عليه "مناخ".
  • وإلى جانب ممارستها للأنشطة ذات الصلة باللؤلؤ والبحار، مارست قبيلة الزعاب التي سكنت الجزيرة الحمراء تربية الماشية؛ حيث امتلكت القبيلة قرابة 150 رأسًا من الماشية، و500 خروف.
  • استمرت جزيرة الحمراء على حالها هذا وتقدمها حتى عشرينيات القرن الماضي؛ حيث شهدت مكانة الغوص عن اللؤلؤ تراجعًا عند حلول تلك الفترة، مما أدى إلى انهيارها، ومع اكتشاف النفط، بدأ سكان الجزيرة بالهجرة نحو مناطق الحداثة والتطور، وكان ذلك في الفترة بين الأعوام 1968 و1971.


مميزات الجزيرة الحمراء في رأس الخيمة

تتميز الجزيرة الحمراء في رأس الخيمة بعددٍ من الأمور، والتي نذكر منها ما يلي:

  • إلى جانب كونها آخر مراكز صيد اللؤلؤ في منطقة الخليج العربي، تعتبر الجزيرة الحمراء المنطقة الوحيدة التي احتفظت بأسلوب الحياة القديم، وأنماط البناء التقليدي، الذي يعود تاريخه إلى عصر اكتشاف النفط وظهور الحداثة.
  • بفضل تاريخ الجزيرة ومعالمها القديمة، فقد أدرجت الجزيرة الحمراء في القائمة الإرشادية المؤقتة لمواقع التراث العالمي لمنظمة التربية والعلم والثقافة بالأمم المتحدة (اليونسكو).
  • تمّت إعادة تأهيل الجزيرة وترميمها لتهيئتها للأنشطة السياحية والثقافية، مثل المهرجانات الفنية التي تقام فيها.
  • من الأمور الأخرى التي تُميز الجزيرة الحمراء في رأس الخيمة تصاميم بيوتها التقليدية، والتي تتنوع بين البيوت البسيطة، وحتى البيوت الكبيرة التي امتلكها كبار تجار اللؤلؤ.
  • تجدر الإشارة إلى أنّ البيوت القديمة في جزيرة الزعاب، أو الجزيرة الحمراء، قد استخدم في بنائها مواد طبيعية، مثل الصخور التي تم جمعها من الشاطئ، والأحجار المرجانية، وأشجار النخيل، وأشجار القرم، والطين الأحمر، والجص، وقد كان يتم استيراد أخشاب البامبو من الهند وأفريقيا لاستخدامها في بناء السقوف.
  • من أهم العوامل التي ساهمت في الحفاظ على المساكن في الجزيرة الحمراء، وبقائها صامدة أنّ سكانها تركوها على حالها عند مغادرتهم الجزيرة.


معالم الجزيرة الحمراء في رأس الخيمة

نذكر منها:

  • مسجد الجزيرة الحمراء القديم، المكون من قباب عددها 20، بالإضافة إلى 40 عمودًا، كما يحتوي المسجد على أماكن مخصصة للوضوء و7 ساحات مخصصة للصلاة.
  • برج مراقبة تاريخي.
  • محال تجارية (دكاكين).
  • سوق صغير.
  • قلعة دفاعية.
  • مدرستان.
  • منازل تراثية.


المراجع

  1. "Al Jazeera Al Hamra", visitrasalkhaimah, Retrieved 12/6/2023. Edited.
  2. "الجزيرة الحمراء.. حكاية من الزمان القديم"، جريدة البيان، اطّلع عليه بتاريخ 12/6/2023. بتصرّف.
  3. "الجزيرة الحمراء.. روائع الحجارة المرجانية"، صحيفة الاتحاد، اطّلع عليه بتاريخ 12/6/2023. بتصرّف.
  4. "Visiting Al Jazirat Al Hamra – The Ghost Town of Ras Al Khaimah", bordersofadventure, Retrieved 12/6/2023. Edited.
  5. "“الحمراء” جزيرة محفورة في ذاكرة أهلها"، صحيفة الخليج، اطّلع عليه بتاريخ 12/6/2023. بتصرّف.
  6. "Ras Al Khaimah", The Official Portal of the UAE Government, Retrieved 12/6/2023. Edited.
  7. "Major Tourist Attractions in the UAE", Ministry of Economy - United Arab Emirates, Retrieved 12/6/2023. Edited.
  8. ^ أ ب "Al Jazirah Al Hamra: An Illustrious Past That Tells the Story of the Gulf’s Pearl-Diving and Seafaring Ancestors", RAK Media Office, Retrieved 12/6/2023. Edited.
  9. "Al Jazirah Al Hamra - Discovering United Arab Emirates", wildtrips, Retrieved 12/6/2023. Edited.
  10. "Al Jazirah Al Hamra: The Ghost Town", assignmentpoint, Retrieved 12/6/2023. Edited.