اكتشف مدافن جبل حفيت

مدافن جبل حفيت من المواقع الأثرية المهمة في دولة الإمارات العربية المتحدة،^[١][٢] وفي هذا المقال،^[٣][٤] نستعرض أهم المعلومات عنها:^[٥][٦]

نبذة عن مدافن جبل حفيت

مدافن جبل حفيت، المسمية أيضًا بمقابر جبل حفيت (بالإنجليزية: Jabel Hafit Tombs)، هي مدافن يعود تاريخها إلى 5000 عام، ويبلغ عددها أكثر من 500 مدفن، وقد تمّ العثور عليها في جبل حفيت، الذي يعتبر من أعلى الجبال في إمارة أبو ظبي، وثاني أعلى جبل في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويعود تاريخ هذه المقابر إلى العصر البرونزي، وتذكر المصادر أنّ بناءها قد جرى على مدار 500 عام، وتحديدًا خلال الفترة الممتدة بين 3200-2700 ق.م، ومن أبرز المدافن التي تمّ اكتشافها خلال عمليات التنقيب الأثرية تلك التي عُثر عليها في السفوح الشرقية من جبل حفيت، بالإضافة إلى المقابر الواقعة شمالاً في اتجاه مدينة العين، وعن أهمية مدافن جبل حفيت، فقد تمّ العثور في الموقع على العديد من القطع الأثرية، فضلاً عن أنها تعتبر دليلاً على أنّ البشر قد استوطنوا منطقة العين منذ نهاية الألفية الرابعة قبل الميلاد.

تاريخ مدافن جبل حفيت

في النقاط التالية، استعراض لبعض المعلومات عن تاريخ مدافن جبل حفيت (مقابر جبل حفيت):

• خلال عصور ما قبل التاريخ، تميزت كلٌ من واحة العين وواحة البريمي بتوافر المياه فيهما، واستخدامها في الأنشطة الزراعية؛ الأمر الذي ساهم في استيطان البشر في المنطقة، خلال العصر الحجري، والبرونزي، والحديدي.
• تنتمي مدافن حفيت إلى فترة تاريخية تُسمى بـ "فترة حفيت" أو "حضارة حفيت"، ويرجع تاريخها إلى الفترة بين الأعوام 3200-2700 ق.م تقريبًا، وهناك من المؤرخين من يذكر أنّ هذه الحضارة كانت جزءًا من حضارة ماجان التي قامت قديمًا في المنطقة.
• وبالنسبة لمدافن جبل حفيت الواقعة على سفوح جبل حفيت، فتاريخ اكتشافها يعود إلى العام 1950م، وقد قامت بعثة دنماركية في عام 1959م بإجراء عمليات تنقيب في الموقع؛ حيث تمّ العثور على هياكل عظمية، ودلائل على أنّ كل مقبرة تحتوي على ما يصل إلى عشرة أفراد.
• علاوةً على ذلك، تمّ العثور في الموقع على اكتشافات أثرية تدل على أهمية المنطقة في العصور القديمة.

وصف مدافن جبل حفيت

بالنسبة للطراز المعماري لمدافن جبل حفيت ذات الشكل المقبب؛ فكل واحدٍ من هذه المدافن يحتوي على غرفة واحدة، تتميز بشكلها الذي يكون إما بيضويًا أو دائريًا، ويبلغ عرض (أو قُطر) كل واحدة منها 2-3 أمتار، أما المواد المستخدمة في البناء، فهي تشمل صخورًا تمّ تكسيرها بأشكال مختلفة، أو صخور استخدمت كما هي (صخور خام)، وجميعها محلية (من البيئة المحلية)، وقد تمّ بناء المدافن باستخدام هذه الصخور بأسلوب لا يُوصف بالمتناسق، ويُلاحظ فيما يخص الطراز المعماري لمدافن جبل حفيت أيضًا أنّ كل غرفة في المدافن يحيط بها جدران يبلغ ارتفاعها 3-4 أمتار، وتنحدر هذه الجدران نحو الغرفة من الداخل، حتى تلتقي مع بعضها، وتشكل قبة تعلو المدفن، أما المداخل في مقابر جبل حفيت؛ فهي ضيقة، وتستطيع كل واحدة من المدافن استيعاب رفات 2-5 أفراد، في حين أنّ مدافن أم النار، التي تنتمي لحضارة أم النار التي قامت لاحقًا في المنطقة، كانت تستوعب مئات الأفراد الذين كان يجري دفنهم فيها.

الاكتشافات الأثرية في مدافن جبل حفيت

عُثر خلال عمليات التنقيب في الموقع على قطع أثرية تعتبر دليلاً على التبادل التجاري الذي كان قائمًا في تلك الفترة مع حضارات أخرى، تشمل بلاد الرافدين، وبلاد فارس، ووادي السند، ومن هذه القطع الأواني الفخارية، والخرز، والخناجر، والدبابيس النحاسية، والتحف النحاسية،كما تمّ العثور على قطع أثرية تدل على أنّ مدافن جبل حفيت قد أعيد استخدامها في عصور لاحقة، وخاصة العصر الحديدي، ومنها أوانٍ صنعت من الحجر الصابوني (الحجر الأملس) ورؤوس حراب وخناجر.

الأهمية التاريخية لمدافن جبل حفيت

من الأمور التي تعكس المكانة والأهمية التاريخية لمدافن جبل حفيت الآتي ذكره:

• تدل العديد من الاكتشافات الأثرية التي تمّ العثور عليها في موقع مدافن جبل حفيت على المهارات المرتبطة بالحرف اليدوية، والتي ميزت سكان العين قديمًا.
• بسبب الأهمية التاريخية التي تحظى بها مدافن جبل حفيت؛ فقد تمّ إدراجها إلى قائمة مواقع اليونسكو للتراث العالمي في عام 2011، وهي بذلك واحدة من 4 مواقع في منطقة العين تمّ إدراجها إلى القائمة.
• يتم عرض العديد من القطع الأثرية المُكتشفة في مدافن جبل حفيت في متحف العين الوطني.
• تشرف دائرة الثقافة والسياحة في أبو ظبي على مدافن جبل حفيت، وهي مفتوحة للزيارة طوال أيام السنة.