جزيرة دلما من جزر دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي العناوين التالية في هذا المقال، سنتناول الحديث عنها، وعن تاريخها،[١] وأهميتها،[٢][٣] ومميزاتها،[٤][٥] وغيرها من المواضيع:[٦][٧]



نبذة عن جزيرة دلما

جزيرة دلما (بالإنجليزية: Dalma island) هي إحدى جزر دولة الإمارات العربية المتحدة، وتقع هذه الجزيرة في الخليج العربي، غرب إمارة أبو ظبي، وتحديدًا على بعد 222.24 كيلومترًا (120 ميلاً بحريًا) باتجاه الغرب من مدينة أبو ظبي، ومن الميزات الأخرى لموقع جزيرة دلما، وقوعها في جهة الشمال من ميناء جبل الظنة، والذي تبعد عنه مسافة 41 كيلومتر تقريبًا (22 ميلاً بحريًا)، كما تبعد جزيرة دلما عن جزيرة صير بني ياس 31.5 كيلومتر تقريبًا (17 ميلاً بحريًا)، أما مساحتها، فهي حوالي 45 كيلومترًا مربعًا، وتتمتع هذه الجزيرة بأهمية كبيرة، بما في ذلك الأهمية التاريخية والاقتصادية؛ حيث تحتوي على العديد من المعالم التي تعتبر شاهدًا على الاستيطان البشري في دولة الإمارات منذ العصور القديمة، كما لعبت جزيرة دلما دورًا مهمًا في تجارة اللؤلؤ على المستوى العالمي في فترة من الفترات.


أهمية ومميزات جزيرة دلما

فيما يلي، استعراض لأهم المعلومات عن أهمية ومميزات جزيرة دلما الإماراتية:


الأهمية التاريخية لجزيرة دلما

فيما يلي، استعراض لبعض المعلومات عن تاريخ جزيرة دلما:

  • جزيرة دلما من أقدم المواقع التي استوطنها البشر في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ حيث تمّ استيطانها لأول مرة قبل قرابة 7000 سنة، في العصر الحجري القديم العلوي.
  • يُرجح أنّ البشر سكنوها في ذلك العصر بسبب عذوبة المياه فيها، وتوافرها بكثرة، وقد تمّ الاستدلال على الوجود البشري التاريخي في العصر الحجري، في جزيرة دلما، من خلال الاكتشافات الأثرية التي تمّ العثور عليها.
  • من أبرز هذه الاكتشافات الأثرية أوانٍ مصنوعة من الفخار كانت تستورد من بلاد الرافدين، ويعود تاريخها إلى فترة العبيد (من أبرز حضارات العصر الحجري)، كما تمّ العثور في جزيرة دلما على خرز مصنوع من الحجارة، وأصداف، وأدوات لتكسير الحجارة، وأواني مطلية وجصية أحادية اللون، وملاط (مادة بناء) مصنوع من الحجر الجيري.
  • علاوة على ذلك، كان من بين الاكتشافات التي تمّ العثور عليها في جزيرة دلما، والتي تتعلق بالغذاء الذي اعتاش عليه سكان الجزيرة في عصور ما قبل الميلاد، مجموعة من نوى التمور، والتي يعود تاريخها إلى الفترة الممتدة بين الأعوام 5500-4500 ق.م، وتتميز هذه النوى بأنها متفحمة، وتدل على أنّ التمور تستهلك في شبه الجزيرة العربية منذ العصور القديمة.
  • كما تمّ العثور أيضًا على عظام حيوانات وأشواك أسماك، والتي تدل على أنّ سكان الجزيرة قد اعتادوا جمع غذائهم من البحر والبر، وفي ذلك إشارة أيضًا لتنوع ما اعتادوا تناوله من غذاء.
  • لا تقتصر الأهمية التاريخية لجزيرة دلما على عصور ما قبل التاريخ، حيث تمّ العثور في أراضيها كذلك على آثار إسلامية، بما في ذلك عدد من القبور الإسلامية القديمة، بالإضافة إلى 4 مواقع تحتوي آثارًا إسلامية، وتتمثل بتلال تمّ العثور فيها على عدد الاكتشافات، والتي تشمل أدوات صيد، ورخويات، وأصداف، وعظام، وقطعًا من الزجاج، والخزف، والفخار.


الأهمية الاقتصادية لجزيرة دلما

حظيت جزيرة دلما بأهمية اقتصادية في ثمانينيات وتسعينيات القرن التاسع عشر، وذلك عندما أصبحت من أهم مراكز الغوص لصيد اللؤلؤ في منطقة الخليج العربي؛ حيث كانت معروفة بالإنتاج الضخم للؤلؤ، وكان عدد سفن الغوص فيها 100 سفينة، تحمل على متنها عشرات الغواصين، الذين كانت أعدادهم أحيانًا تتجاوز ذلك بكثير، وتصل إلى 100 غواص، وقبل انهيار صناعة اللؤلؤ، كانت دلما أشهر وأكبر سوق للؤلؤ في منطقة الخليج العربي، وقد كان تجار اللؤلؤ يأتون إلى الجزيرة، من مختلف مناطق الخليج، لصيد اللؤلؤ، وبسبب انتشار الكثير من مغاصات اللؤلؤ في أرجاء جزيرة دلما، كانت تقام الأسواق على طول ساحلها لبائعي اللؤلؤ باستمرار، وكان يرتادها المهتمين بهذه الصناعة من مختلف أنحاء العالم.


تسمية جزيرة دلما

تجدر الإشارة إلى أنّ لقب "جزيرة اللؤلؤ" قد أُطلق على جزيرة دلما في الماضي بسبب ارتباطها بصناعة وتجارة اللؤلؤ، وبسبب كونها من أهم وأشهر مراكز تجارة اللؤلؤ في منطقة الخليج العربي، أما اسم الجزيرة "دلما" فهو يرتبط بالمياه العذبة المتوافرة بكثرة فيها، والموجودة في الآبار وعيون الماء الجارية؛ حيث كانت السفن قديمًا ترسو في الجزيرة للتزود من مياهها، وكان البحارة يطلبونه من سكان الجزيرة قائلين "نحتاج إلى دلو ماء"، ومع مرور الوقت أصبحت عبارة "دلو ماء" التي تكررها طواقم السفن التي تتوقف دائمًا في الجزيرة وبكثرة "دلما"، ومنها سميت الجزيرة بذلك.


طبيعة جزيرة دلما

من أهم ما يذكر عن مميزات طبيعة جزيرة دلما:

  • وفرة المياه العذبة في جزيرة دلما جعلها منبعًا رئيسيًا لتزويد إمارة أبو ظبي بالمياه في القرن العشرين، وتحديدًا حتى فترة الخمسينيات من القرن العشرين، وهناك مصادر تذكر أنّ عدد آبار الماء فيها أكثر من 200 بئر.
  • إلى جانب المياه، تتمتع جزيرة دلما بخصوبة تربتها، وبأنها صالحة للزراعة، ولهذا تنتشر المزارع في أرجائها، والتي يجري فيها زراعة محاصيل مختلفة، بما في ذلك الخضروات، والحمضيات، والزيتون، والأعلاف.
  • تتمتع جزيرة دلما بتنوع الكائنات البحرية التي تعيش بالقرب من ساحلها؛ حيث توجَد أنواعٌ مختلفة من الأسماك، بالإضافة إلى الشعاب المرجانية ذات الألوان الزاهية.
  • أيضًا، تتميز جزيرة دلما بالجبال والتلال التي تحتوي على العديد من أنواع المعادن، مثل الكوارتز، والهيماتيت، والأحجار الملحية، والحديد.
  • من أهم التلال الموجودة في جزيرة دلما: جرن العصافير، وتل منيوخ، وتل أبو عمامة.
  • بشكلٍ عام، تتمتع جزيرة دلما بطبيعة خلابة وساحرة؛ حيث المياه الصافية الفيروزية اللون، بالإضافة إلى خلو الجزيرة من أي أشكال للتلوث.


معالم جزيرة دلما

من أهم المعالم التي يمكن العثور عليها في جزيرة دلما الإماراتية:

  • بيت المريخي: أعيد ترميم هذا البيت القديم ليصبح معروفًا اليوم باسم "متحف دلما للتراث"، والذي يتبع هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث، وقد بنى تاجر اللؤلؤ محمد بن جاسم المريخي هذا المنزل في الفترة بين أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، ويتميز بيت المريخي بتشييده باستخدام مواد طبيعية محلية، تشمل المرجان وحجارة الشاطئ، وقد استخدم الجص لتغطيته، ويعرض متحف دلما اليوم العديد من المقتنيات الأثرية، التي يعود تاريخ عدد منها إلى آلاف السنين.
  • المساجد الأثرية: تضم جزيرة دلما ثلاثة من المساجد الأثرية التي تتميز بجمال تصميمها وزخارفها، وهذه المساجد هي مسجد المريخي المشيد من الحجارة الشاطئية والمرجان الذي تمت تغطيته بالجص، ومسجد المهندي الذي يعود تاريخ بنائه إلى العام 1946، ومسجد الدوسري الذي من ميزات بنائه استخدام أخشاب شجر القرم في بناء المصلى، هذا وتتميز المساجد الأثرية في جزيرة دلما بأنها لا تحتوي على أية مآذن.
  • المدبسة القديمة: المدابس هي الغرف التي تستخدم لحفظ التمور، ويوجد في جزيرة دلما مدبسة قديمة كانت تستخدم في الماضي لاستخراج الدبس من التمور.[٨]


معلومات أخرى عن جزيرة دلما

نذكر من هذه المعلومات:

  • وفقًا للمصادر، يبلغ عدد سكان جزيرة دلما حوالي 10000 نسمة، وأغلب سكانها يعملون بالزراعة أو الصيد؛ حيث تعتبر دلما من أشهر المواقع في الإمارات لصيد الأسماك اليوم.
  • تحتوي جزيرة دلما على مطار، ويُطلق عليه "مطار جزيرة دلما"، ويبعد مسافة 250 كيلومترًا باتجاه الجنوب الغربي من مدينة أبو ظبي، ويربط المطار بين الجزيرة والمدينة.[٩]
  • يمكن الوصول إلى جزيرة دلما عن طريق الجو، من خلال الرحلات الجوية التي يتم تسييرها إلى مطار الجزيرة، كما يمكن الوصول إليها برًا بالسيارة عن طريق ميناء جبل الظنة، كما يمكن الوصول إلى جزيرة دلما من خلال عبّارة دلما، التي تنطلق إلى الجزيرة من جبل الظنة.


المراجع

  1. "جزيرة دلما.. أيقونة حضارية وتاريخ من لؤلؤ"، صحيفة البيان، اطّلع عليه بتاريخ 7/8/2023. بتصرّف.
  2. "محاضرة عن جزيرة دلما"، صحيفة الخليج، اطّلع عليه بتاريخ 7/8/2023. بتصرّف.
  3. "جزيرة دلما.. سحر الطبيعة وتاريخ يحكي حضارة عريقة"، وكالة أنباء الإمارات، اطّلع عليه بتاريخ 7/8/2023. بتصرّف.
  4. "Dalma Island", visitabudhabi, Retrieved 7/8/2023. Edited.
  5. "«جزيرة دلما».. جهود لا تتوقف للتطور والنهضة"، صحيفة الاتحاد، اطّلع عليه بتاريخ 7/8/2023. بتصرّف.
  6. "جزيرة دلما"، ثقافة أبوظبي، اطّلع عليه بتاريخ 7/8/2023. بتصرّف.
  7. "«دلما».. جزيرة اللؤلؤ والمياه العذبة"، صحيفة الإمارات اليوم، اطّلع عليه بتاريخ 7/8/2023. بتصرّف.
  8. "المدابس.. غرف شاهدة على تاريخ الإمارات ومخازن لاستخراج الدبس"، صحيفة البيان، اطّلع عليه بتاريخ 6/8/2023. بتصرّف.
  9. "مطار جزيرة دلما"، مطارات أبو ظبي ، اطّلع عليه بتاريخ 6/8/2023. بتصرّف.